14 سبتمبر 2025 | 22 ربيع الأول 1447
A+ A- A
الاوقاف الكويت

الشيخ محمد الحنيطي: نستلهم من أحداث الهجرة النبوية أن الصراع بين الحق والباطل هو من سنن الدنيا

19 أكتوبر 2015

كلما أطل شهر الله المحرم عادت الذكرى بالمسلمين إلى صدر الإسلام، ومع إشراقة كل عام هجري جديد يقف المرء بين يدي هذا الحدث، متأملاً معتبرا محللا، علّه يرتقي بنفسه وبمن حوله إلى مستوى ذلك الحدث الضخم في تاريخ البشرية.

يتذكرالمسلمون – الذين تتطلع نفوسهم إلى ماضيهم المجيد - كيف وقف المشركون وزعماء مكة آنذاك في وجه الدعوة إلى الله تعالى، وكيف صدوا عن سبيل الله وآذوا المؤمنين، ولم يكتفوا بذلك بل وصل أذاهم إلى رسول الله نفسه ، يتذكر المسلمون المؤامرة الكبرى التي اجتمع فيها المكر السيئ من المشركين والكيد الآثم من الشياطين ليضعوا حداً لمحمد ودعوته فيحبسوه أو ينفوه أو يقتلوه، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

إن الهجرة النبوية في مجملها كانت مرحلة فارقة في السيرة، بها تمت المرحلة المكيّة بكل أحداثها وآلامها، وفيها كان الاهتمام الرئيسي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبني الجانب العقائديّ عند الصحابة، وأن يشَكِّل الجانب الأخلاقي والقيمي فيهم، ويسمو بأخلاقهم ويهذب نفوسهم، ليبدأ مرحلة تأسيس الدولة والانطلاق نحو بسط مظلة الإسلام في ربوع الأرض.

حول هذا الموضوع تحدث الداعية الشيخ محمد يونس الحنيطي مؤكدا أن حديث الهجرة لا يكاد يخفى على أحد من المسلمين، فهو حدث عظيم، به بدأت مرحلة مفصلية في تاريخ الإسلام، ووضحت معالم الطريق في الدعوة، ومنه نستلهم دروس وعِبَر، أولها أن الصراع بين الحق والباطل من سنن الدنيا، لكن دين الله باق، وله السيادة والريادة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

يرى فضيلة الشيخ أن الصراع بين حزب الله وحزب الشيطان صراع قديم، بدأ منذ أن وسوس إبليس لآدم عليه السلام، فكان سببا في خروجه من الجنة ، ونحن في هذه الأيام التي تتجدد فيها ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حرِّيٌ بالمسلمين في عصرنا الحديث أن ينظروا للهجرة نظرة تُغَير واقعهم ، وتحفزهم، وتسعى بهم نحو النصر والتمكين، فقد كان أصحاب النبي في مكة يتعرضون لكل سبل العذاب والتنكيل ليوقفوا دعوتهم ، و بعد سلسلة من الاعتداءات والمكروالإيذاء والعَنَت وغير ذلك من صنوف الصد عن سبيل الله، يأذن الله للنبي أن يهاجر إلى طَيْبة الطيبة – صلى الله على ساكنها – بعد أن مهد المهاجرون الأُوَل والأنصار الأرض لنشر الدعوة وانطلاقها في الآفاق.


إن دروس الهجرة النبوية وعِبرها تعلمنا أن الحق وأهله قد يعتريهم الضعف أحيانا، ولاعيب في ذلك، فقد هاجر النبي بعد أن اشتد الأذى به وبأصحابه، لكن حبلهم كان مع الله متين، فمنّ الله عليهم بالنصر بعد أن محَّص قلوبهم وجزاهم من بعد العسر يسرا.

من جهة أخرى يرى الشيخ أن أولياء الشيطان قد تشتد بهم الخصومة حتى أنهم يفقدون صوابهم من شدة عداوتهم لدين الله ، حدث ذلك في بداية دعوة النبي في مكة، عندما ائتمر الجمع على قتل النبي، لكن الله تعالى أراد له أن يخرج سالما معافى أمام أعينهم ولا يروه، ويحدث ذلك الآن كما لو كانت الأحداث تتكرر، إذ أعمت العداوة والبغضاء قلوب خصوم الإسلام، فانهالوا على الأمة في إعلامهم ومنابرهم الخبيثة، وأشاعوا عن دين الله ماليس فيه، حتى بدأ بعض ضعاف النفوس من بني جلدتنا يتطاولون على الإسلام ويشوهون صورة المسلمين ويطعنون في أئمة الدعوة ، لكن دروس الهجرة تعلمنا أن الله غالب على أمره، فمهما مكر أعداء الله لدين الله، لن يضروه شيئا، وسيخرج المسلمون من الأزمات الراهنة معافون بإذن الله كما خرج نبيهم من بين أظْهُرِ المشركين يوم هجرته، (وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال/30

القائمة البريدية

انضم للقائمة البريدية للموقع ليصلك كل جديد

جميع الحقوق محفوظه لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة الكويت